كانت طفله ..............وكان الخيال
كانت طفله صغيرها تسعدها البسمه الرقيقه واللمسه الحنونه كانت تحاكي دميتها عن مدينه احلامها التي صنعتها من نسج خيالهاوجعلتها واحة خضراء ...جنه...شئ من الخيال لايتحقق ولكنها عندما كانت ترسم معالم هذه المدينه وتأسس عمدانها لم تتوقع انها مجرد حلم من نسج الخيال مجرد رسم ذهني مجرد يد تمسك بيدها وتحلق معها لأعالي السماء حتى تستطيع أن تحب الحياه و تكبر وتتنفس وتكافح وحتى تنسى صرختها الاولى عندما رأت نور الحياه الذي أزعجها لانها لم تعتاد عليه .لم تعلم ان هذه اليدستنسحب منها كما تنسحب مياه الينابيع التي وضعتها في مدينه احلامها من بين اناملها الصغيره وبدون ان تشعر هي بذلك ...
حقا قد مرت الايام وكبرت الطفله البريئه وأصبحت يدها فارغه وملكا لها وحدها ولم تجد شيئا تمسك به سوى قشه ترفعها مثل الريشه تارة لفوق فتشعر بالبهجه وتارة تحاول الغدر بها وتنزلها الي اسفل فتمحو كل معالم السعاده من أحلامها التي مازالت مع مرور الزمن بريئه وصافيه ...
ويمر عام تلو عام وأصبحت الطفله البريئه فتاه ناضجه وبدأت الاستعداد للاستداره والرحيل عن مدينة احلامها حتى دون توديعها ودفن دميتها في دولابها دون ان تطبع قبلة المساء على خدها ,فالزمن أجبرها أن تودع أجمل لحضات عمرها بقسوه ودون أن تحمل أي معنى من معاني التعاطف أو الميل او الاشتياق اوحتى ان تذرف بعض الدمعات اجلالا لهذه اللحظات التي ستهجرها بدون عودة اليها فوجه الحياه الحقيقي قد ظهرلها فمحى معالم كلمة طفوله وأحلام من قلبها فصاعقات الواقع جعلت منها شخص جامد لايعرف في حياته غير العبور على رحلات الحياه والتوقف في محطاتها لأحياء الذكرى فقط ولاشئ غير الذكرى المتجرده من أي حنين للعوده للاحلامها وخيالاتها لانها على علم أن الحنين والدموع لن ترجع كل لحظه جميله ضاعت منها ولن تخفف عذاب قسوه المحطات القادمه اليها فقررت ان تختار الصمت لمشاعرها والتعابير الجامده لملامحها والامل في بصيص ضوء بعيد لعينيها التي بدأت تشعر أنها لن تصل لهذا الضوء ولكن مع ذلك كله وهذا العناء لم تجد هذه الفتاه المفر من تلك المشاعر القاسيه التي تعيش داخلها من مراره الوقت واللحظه والزمن غير الامل .. نعم الامل!! لان لاحياة مع اليأس ولايأس مع الحياه..
فقررت أن تلجأ لبصيص ضوء الامل الذي في عينيها وأن تركز اهتماماتها عليه حتى تأتيها المنيه فترجع لخالقها الذي وهبها هذا الضوء والواحد القادر ان يعوضها بأفضل منه بعد انهائها رحلة حياتها
اما الان فهذه الفتاه مازالت تقضي حياتها عابره سبيل بين محطات الزمن وبصيص ضوء امل لاغير
تقبلوااا تحياااتي
ملاكــــــــ الشـــــــام